واشنطن تكشف تفاصيل صفقة جديدة مع "تيك توك" تحت السيطرة الأميركية

بعد أشهر من الجدل والضبابية، خرج البيت الأبيض ليكشف ملامح صفقة مرتقبة قد تنقذ تطبيق "تيك توك" من الحظر الكامل في الولايات المتحدة. المتحدثة باسم الإدارة الأميركية كارولين ليفيت أوضحت أن الاتفاق يضع التطبيق تحت إشراف مجلس إدارة أميركي جديد، فيما تتولى شركة "أوراكل" مسؤولية إدارة البيانات والخصوصية. ورغم أن التوقيع النهائي لم يتم بعد، فإن البيت الأبيض يؤكد أن الاتفاق شبه محسوم، وسط دعم سياسي مباشر من الرئيس دونالد ترامب.
هيكل جديد لشركة "تيك توك أمريكا"
الصفقة تنص على إنشاء كيان جديد مستقل يحمل اسم "تيك توك أمريكا"، يتألف مجلس إدارته من سبعة أعضاء، ستة منهم أميركيون، بهدف تقليص سيطرة الشركة الصينية المالكة "بايت دانس". وبموجب الترتيبات، لن تتجاوز الحصة الصينية 20% من أسهم الكيان الجديد، التزامًا بالقوانين الأميركية التي فرضت إنهاء الملكية الأجنبية للتطبيق.
"أوراكل" في قلب الصفقة
الشركة الأميركية العملاقة "أوراكل" ستكون حجر الزاوية في الاتفاق. فهي ستشرف على إدارة بيانات المستخدمين داخل الولايات المتحدة، بما يضمن منع أي تسرب أو وصول محتمل للحكومة الصينية. هذه الخطوة تعكس المخاوف الأميركية المتكررة بشأن الأمن السيبراني والدعاية الرقمية.
الخوارزمية.. نقطة النزاع الكبرى
جوهر الصراع بين الجانبين يتمثل في خوارزمية التوصية التي تُعد أهم أسرار "تيك توك". الولايات المتحدة تصر على أن تكون السيطرة عليها أميركية بالكامل، بينما تصر الصين على أنها جزء من تقنيات محمية ضمن قوانينها الخاصة بالصادرات التكنولوجية. هذا الخلاف يمثل العقبة الأكبر أمام حسم الاتفاق نهائيًا.
تصريحات ترامب وبكين
الرئيس ترامب أكد أن نظيره الصيني شي جين بينغ وافق مبدئيًا على الصفقة، وهو ما اعتبره مؤشراً إيجابياً. أما وزارة التجارة الصينية فاكتفت بالحديث عن "إطار اتفاق عام"، من دون تفاصيل واضحة، ما يوحي بوجود فجوة بين الموقفين.
القانون الأميركي الحاسم
القانون الذي أصدره الكونغرس العام الماضي فرض على "تيك توك" إيجاد مالك غير صيني أو مواجهة الحظر الكامل. وقد دخل القانون حيّز التنفيذ مطلع العام الجاري بعد دعم المحكمة العليا له، لكن الإدارة الأميركية أجّلت تطبيقه عدة مرات لإتاحة فرصة للتفاوض.
مستثمرون أميركيون جدد
جزء من الصفقة يتضمن إدخال مستثمرين أميركيين كبار إلى هيكل الملكية، مع بقاء بعض المساهمين الحاليين. هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز السيطرة الأميركية على الشركة وضمان استمرار التطبيق في السوق الأميركي بشكل قانوني وآمن.
البعد السياسي للصفقة
إدارة ترامب تسعى لتحقيق معادلة دقيقة: حماية الأمن القومي الأميركي من جهة، والحفاظ على شعبية التطبيق بين ملايين المستخدمين من جهة أخرى. الصفقة تسمح لواشنطن بتأكيد سيادتها الرقمية، وفي الوقت نفسه تجنبها اتهامات الرقابة أو قمع حرية الإنترنت.
الصين بين المرونة والتحفظ
على الرغم من أن بكين أبدت مؤشرات انفتاح، فإنها لا تزال متحفظة بشأن تسليم أي سيطرة على الخوارزمية أو تقنيات أساسية أخرى. هذا التوازن بين المرونة السياسية والحفاظ على النفوذ التكنولوجي يجعل الصفقة أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه.
مستقبل "تيك توك" في أميركا
في حال إقرار الصفقة، ستنتهي واحدة من أطول المواجهات بين واشنطن وبكين حول التكنولوجيا والبيانات. لكن يظل السؤال: هل تكتفي الصين بقبول هذا الترتيب، أم أن معركة النفوذ على التطبيقات الرقمية لم تبدأ بعد؟