تحقيقات ومتابعات

تعليق ترامب لمساعدات الأسلحة لتايوان يثير مخاوف من استخدامها كورقة تفاوض مع الصين

الرئيس دونالد ترامب
الرئيس دونالد ترامب

 


أثار تقرير أمريكي حول تعليق الرئيس دونالد ترامب مساعدات عسكرية بقيمة 400 مليون دولار لتايوان، مخاوف من أن يستخدم البيت الأبيض ملف الجزيرة كأداة تفاوضية في محادثاته التجارية مع بكين. وتشمل المساعدات المجمّدة – في حال تأكدت – ذخائر قتالية وطائرات مسيّرة ذاتية التشغيل، وسط توقعات بأنها قد تعاد لاحقًا إلى مسارها.

اتصال هاتفي بين ترامب وشي

الخطوة جاءت بالتزامن مع جهود أمريكية لعقد اتفاق تجاري مع الصين بعد سنوات من الحرب التجارية المرهقة، وساعات قبل اتصال هاتفي جرى بين ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ يوم الجمعة. ترامب وصف المكالمة بأنها "مثمرة"، مشيرًا إلى تقدم في ملفات التجارة والفينتانيل وتطبيق "تيك توك"، مع الاتفاق على لقاء في كوريا أكتوبر المقبل، وزيارة مرتقبة له إلى الصين العام المقبل.
لكن المثير أن بيانات واشنطن وبكين الرسمية حول الاتصال لم تتطرق إلى قضية تايوان، رغم أنها أكثر الملفات حساسية في العلاقات الثنائية.

تايوان تتمسك بالاستعداد

الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي أكد أن السبيل الوحيد لتجنب الحرب هو "بناء قدرات دفاعية وتعزيز صمود المجتمع عبر الاستعداد المستمر". تايوان، التي ترفض بشدة فكرة الخضوع لحكم الحزب الشيوعي الصيني، تعتمد بشكل رئيسي على الدعم العسكري الأمريكي لموازنة التفوق الصيني عبر مضيق تايوان.

تحولات في سياسة ترامب

خلال ولايته الأولى، تجاوزت مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى تايوان حاجز 10 مليارات دولار لأول مرة منذ التسعينيات. لكن في ولايته الثانية، بدا أن البيت الأبيض يتبنى مقاربة أكثر حذرًا، إذ طرح ترامب تساؤلات حول جدوى استمرار الدعم، ملمّحًا إلى ضرورة أن "تدفع تايوان مقابل الحماية"، ومفضّلًا مبيعات مباشرة على آليات المساعدات الأمنية التقليدية. من جانبها، رفعت تايبيه إنفاقها الدفاعي تدريجيًا ليصل إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030.

صدمة في معرض دفاعي

الأنباء عن التعليق المفاجئ انتشرت على هامش معرض دفاعي سنوي في تايبيه، حيث أبدى ممثلو شركات السلاح دهشتهم، وبدأ بعضهم – وفقًا لشهود – بالبحث العاجل عبر الإنترنت لمعرفة تفاصيل القرار. الحكومة التايوانية اكتفت بالقول إن الولايات المتحدة "ظلت داعمًا قويًا لتعزيز قدرات تايوان الدفاعية"، من دون تأكيد أو نفي للتقارير.

تحليلات وتفسيرات

يرى محللون أن التجميد المؤقت لا يعني تخليًا عن تايوان، بل خطوة تكتيكية من ترامب لتركيز جهوده على التوصل إلى صفقة اقتصادية مع بكين. ويؤكد ويليام يانغ، الباحث في "كرايسس غروب"، أن بكين قد تستغل هذه "الفجوة المؤقتة" وتحولها إلى واقع دائم إذا طال أمدها.

كريغ سينجلتون، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، رأى أن نتائج الاتصال الهاتفي تصب في صالح الصين، معتبرًا أن بكين تراهن على تقديم تنازلات رمزية في ملفات مثل الفينتانيل مقابل مكاسب ملموسة في مجالي الرسوم الجمركية والقيود التكنولوجية وربما ملف تايوان.

أما أماندا هسياو من مجموعة "يوراسيا" فأشارت إلى أن الدعم الأمريكي لتايوان لن يتوقف، مرجحة استئناف صفقات السلاح والسماح بعبور الرئيس التايواني عبر الولايات المتحدة بعد زيارة ترامب المقررة إلى الصين.

تم نسخ الرابط