بعد جولة دبلوماسية مكثفة حول أوكرانيا وغزة، ترامب يعود للتركيز على الشأن الداخلي

بعد أشهر من المحاولات الدبلوماسية لحل النزاعات في أوكرانيا وغزة، بدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكأنه تراجع إلى المقعد الخلفي، مكرّسًا اهتمامه للملفات الداخلية.
في أواخر أغسطس، حذّر مسؤولون من البنتاغون مجموعة من الدبلوماسيين الأوروبيين بأن واشنطن قد تقلص بعض المساعدات الأمنية إلى دول البلطيق الثلاث، لاتفيا وليتوانيا وإستونيا، وحثوا أوروبا على تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة. ووفقًا لمسؤول مطلع، أشار البنتاغون إلى أن الجيش الأمريكي سيركز أكثر على حماية الوطن.
التطورات الأخيرة أثارت قلق الأوروبيين، إذ دخلت مقاتلات روسية من طراز ميغ-31 المجال الجوي الإستوني لمدة نحو عشر دقائق، قبل أن تتدخل مقاتلات إيطالية من طراز F-35 لإبعادها روسيا نفت انتهاكها المجال الجوي، مؤكدة أن الطائرات حلقت فوق مياه محايدة. وفي وقت لاحق، حلّقت طائرات روسية بالقرب من منصة نفطية في بولندا، بعد أن أسقطت بولندا طائرات مسيرة روسية الأسبوع الماضي.
رد ترامب على هذه الأحداث كان محدودًا، حيث لم يتحدث عنها مباشرة لساعات، قبل أن يكتفي بوصفها بأنها "مشكلة كبيرة"، فيما أشار الأسبوع الماضي على منصة Truth Social بعبارة غامضة: "هيا بنا
مراقبون يقولون إن هذا السلوك يعكس نمطًا جديدًا للرئيس، الذي بعد أشهر من تقديم مقترحات لمحاولة تسوية أو التوسط في بعض النزاعات العالمية، بدأ ينسحب تدريجيًا من الدبلوماسية، ويترك الحلفاء يتولون القيادة، مع وعود بعيدة للولايات المتحدة بالدعم عند الحاجة.
في المقابل، ركّز ترامب اهتمامه على قضايا داخلية مثل مكافحة الجريمة، مواجهة ما يسميه "التطرف اليساري العنيف"، وإصلاح برنامج التأشيرات الأمريكي.
حتى بعد استضافة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا هذا الصيف، شدّد ترامب على ضرورة أن تفرض أوروبا عقوبات صارمة على مشتري النفط الروسي إذا أرادت واشنطن زيادة الضغط المالي على موسكو بشأن حرب أوكرانيا. وبالنسبة لغزة، بدا الرئيس الأمريكي متساهلًا تجاه تحركات إسرائيل الأخيرة التي قد تعرقل أي احتمال للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.