تقرير| فايننشال تايمز: لماذا لن تُضعف رسوم ترامب الاقتصاد الهندي؟

في الوقت الذي يفرض فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية عقابية على الصادرات الهندية تصل إلى 50%، يرى تقرير لصحيفة فايننشال تايمز أن أكبر ديمقراطية في العالم قادرة على الصمود أمام هذه التحديات، بل وربما تحويلها إلى فرصة للنمو.
أثر محدود على النمو
رغم أن الولايات المتحدة تُعد أكبر سوق منفرد للصادرات الهندية، إلا أن تأثير الرسوم على الاقتصاد الكلي يبقى محدودًا، إذ لا تتجاوز مساهمة الصادرات السلعية للهند إلى أمريكا 2% من الناتج المحلي الإجمالي. كما استُثنيت قطاعات مهمة مثل الأدوية والإلكترونيات من الرسوم، مما خفّض معدل الضربة الفعلية. وبحسب التقديرات، قد تخسر الهند ما بين 0.6 و0.8 نقطة مئوية من نموها، لكنها ستظل أسرع اقتصاد كبير نموًا في العالم.
شبكة تجارة بديلة
يشير التقرير إلى أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي سرّع من وتيرة المفاوضات التجارية مع شركاء آخرين، خصوصًا الاتحاد الأوروبي الذي يقترب من اتفاقية تجارة حرة مع الهند، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع الصين واليابان ودول الخليج. هذه الخطوات تعكس استراتيجية طويلة المدى لتقليل الاعتماد على السوق الأمريكي وتنويع مصادر الدخل.
قوة قطاع الخدمات
الهند اليوم لاعب رئيسي في سوق الخدمات عالية القيمة، إذ تنتقل الشركات العالمية من استخدام الهند كمركز للعمليات الخلفية إلى تأسيس مراكز أبحاث وتطوير فيها. وتُقدّر إيرادات قطاع التكنولوجيا الهندي بأكثر من 500 مليار دولار بحلول 2030، بينما يمكن أن يضيف الذكاء الاصطناعي وحده نحو 1.5 تريليون دولار للاقتصاد المحلي.
دعم داخلي وإصلاحات
الطلب المحلي الكبير، مع أكثر من 140 مليون مستهلك فعّال و300 مليون ضمن فئة "المستهلكين الصاعدين"، يمنح الهند قاعدة صلبة لتعويض أي خسائر خارجية. وفي الوقت نفسه، قد تدفع الأزمة الحكومة نحو إصلاحات هيكلية أشمل في الضرائب والبنية التحتية وسوق العمل، وهو ما قد يعزز التنافسية على المدى البعيد.
تخلص فايننشال تايمز إلى أن الرسوم الأمريكية ليست سوى تحدٍ قصير الأجل، بينما تمتلك الهند الأدوات اللازمة لتحويل الأزمة إلى حافز لمزيد من الانفتاح والإصلاح، لتبقى قصتها الاقتصادية واحدة من أكثر قصص النمو إثارة في العالم.