المشير طنطاوي.. أربع سنوات على رحيل بطل عبر بمصر إلى بر الأمان

تمر اليوم الذكرى الرابعة لرحيل المشير محمد حسين طنطاوي، أحد أبرز القادة العسكريين في تاريخ مصر الحديث، الذي رحل في 21 سبتمبر 2021 بعد مسيرة عسكرية وسياسية امتدت لعقود، شهد خلالها محطات مصيرية عاشتها الدولة المصرية.
لم يكن طنطاوي مجرد وزير دفاع جلس على كرسي المسؤولية لسنوات طويلة، بل كان شاهداً ومشاركاً على لحظات حاسمة؛ بداية من ميادين القتال في حرب 1967 وحرب الاستنزاف وصولاً إلى لحظة العبور في أكتوبر 1973، التي اعتبرها دائمًا "تتويجًا لأصعب سنوات عاشها المقاتل المصري".
شهادة رفاق السلاح
زملاؤه في القوات المسلحة يصفونه بأنه كان "هادئًا، صارمًا، شديد الانتماء للمؤسسة العسكرية". أحد القادة السابقين ذكر في حديث خاص أن طنطاوي "لم يكن يسعى للأضواء، وكان يميل إلى العمل في صمت، لكنه في اللحظات الحرجة كان يتخذ قراراته بسرعة وبمسؤولية كاملة".
دوره في أصعب اللحظات
حين اندلعت أحداث يناير 2011، وجد طنطاوي نفسه في اختبار تاريخي، حيث قاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى إدارة شؤون البلاد لما يقرب من عام ونصف. ورغم الجدل الكبير الذي أحاط بتلك المرحلة، إلا أن التاريخ سيسجل أن الرجل حافظ على تماسك الدولة ومؤسساتها في وقت كان الانقسام فيه سيد الموقف.
تكريم بعد الرحيل
بعد وفاته، حرصت الدولة المصرية على تخليد اسمه، فأُطلق على أحد أهم المحاور المرورية في شرق القاهرة اسم محور المشير طنطاوي، ليظل اسمه حاضرًا في ذاكرة المصريين، ليس فقط كقائد عسكري، بل كأحد رموز مرحلة انتقالية صعبة.
إرث لا يُنسى
اليوم، في ذكرى رحيله، يتذكره المصريون باعتباره ابنًا بارًا لمؤسسة وطنية عريقة، ورمزًا لجيل كامل من الضباط الذين عاشوا وتربوا على قيم الانضباط والتضحية. ورغم ابتعاده عن الحياة العامة بعد تقاعده، ظل اسمه مرتبطًا بكل ما يتعلق بالوطنية المصرية والعمل في صمت.
رحل المشير محمد حسين طنطاوي، لكنه ترك سيرةً لا يمكن اختزالها في منصب أو لقب، بل في تاريخ طويل من الولاء للجندية المصرية التي ظل يراها "أشرف مهنة يمكن أن يحملها إنسان".