تكنولوجيا

فايننشال تايمز: الذكاء الاصطناعي يعيد بريق شركات التكنولوجيا الصينية إلى الواجهة

الحوار

 

في تقرير موسع، رصدت صحيفة فايننشال تايمز القفزة المذهلة التي حققتها أسهم التكنولوجيا الصينية خلال العام الجاري، حيث تجاوزت في أدائها نظيراتها الأمريكية المدرجة في مؤشر ناسداك. ويعكس هذا الصعود "عودة منتصرة" لقطاع تعرض لانتكاسات حادة منذ عام 2020 بسبب الحملات التنظيمية الصارمة وتباطؤ الاقتصاد المحلي.

مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا ارتفع بنسبة 41% منذ بداية العام، وهو أكثر من ضعف المكاسب التي حققها مؤشر ناسداك (17%). ويُعزى هذا الأداء اللافت إلى عاملين رئيسيين: أولًا، الطفرة في مجال الذكاء الاصطناعي بقيادة شركات مثل "بايدو" و"علي بابا" و"تينسنت"، وثانيًا، التقدم الملحوظ في خطط بكين لتحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعة الرقائق المتقدمة.

الأسهم القيادية مثل "علي بابا" ارتفعت بـ96%، و"بايدو" بـ59%، و"تينسنت" بـ55% منذ مطلع العام. هذه المكاسب تسارعت في سبتمبر تحديدًا، بعد أن ظهرت مؤشرات على نجاح الصين في تطوير رقائق محلية متقدمة مثل سلسلة Kunlun التابعة لـ"بايدو"، إلى جانب نماذج ذكاء اصطناعي منافسة عالميًا مثل Qwen من "علي بابا" وYuanbao من "تينسنت".

ويرى مراقبون أن لحظة التحول الكبرى كانت مع إنجازات شركة DeepSeek في بداية العام، والتي غيرت النظرة العالمية نحو قدرة الصين على تجاوز اختناقات القوة الحاسوبية اللازمة للذكاء الاصطناعي. هذا ما وصفه محللون بأنه "اللحظة المفصلية" التي أعادت الثقة إلى المستثمرين في السوق الصيني.

التقرير لفت أيضًا إلى أن عودة "الحماس الاستثماري" لم تكن وليدة إنجازات الشركات فقط، بل جاءت أيضًا بدعم سياسي مباشر. لقاء الرئيس شي جين بينغ بقادة شركات التكنولوجيا أرسل إشارة قوية إلى تخفيف القيود وفتح صفحة جديدة مع القطاع. ونتيجة لذلك، عاد المستثمرون المحليون والأجانب لبناء مراكز في السوق الصيني، بعدما كانوا قد انسحبوا في السنوات الماضية.

لكن هذه العودة لا تخلو من التحديات؛ فالاقتصاد الصيني ككل لا يزال يعاني من ضغوط انكماشية وضعف في الطلب الداخلي، فيما أظهرت بيانات الأرباح للشركات الكبرى أداءً ضعيفًا للربع الثاني على التوالي. لذلك، يرى محللون أن الرهان الحالي يقوم على التكنولوجيا أكثر من اعتماده على قوة الاقتصاد الكلي.

كما حذر خبراء من أن الحماس الحالي قد يكون مدفوعًا بالمضاربة أكثر من اعتماده على تقدم ملموس في بعض المجالات الحساسة مثل تصنيع الرقائق، حيث لا تزال البيانات المعلنة من الشركات محدودة. ومع ذلك، يظل المزاج الاستثماري متفائلًا بشكل عام، مدفوعًا بقناعة أن الصين قد استعادت موقعها كقوة صاعدة في عالم الذكاء الاصطناعي، وأن الاستبعاد من هذه الموجة قد يكلف المستثمرين الكثير.

تم نسخ الرابط