سياسة

زيلينسكي يتهم الحلفاء بإضاعة الوقت قبل لقائه المرتقب مع ترامب ويطالب بمزيد من العقوبات على روسيا

زيلينسكي
زيلينسكي

 

مع اقتراب اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل، صعّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من لهجته تجاه الحلفاء الغربيين، متهمًا إياهم بـ"إضاعة الوقت"، بينما يستعد للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في محاولة لدفع واشنطن نحو فرض عقوبات جديدة وصارمة على روسيا.

 

وأكد زيلينسكي، خلال لقائه مع مجموعة من الصحفيين في كييف، أن استمرار الحرب وعدم وجود أي بوادر جدية للسلام يستوجب فرض عقوبات إضافية على موسكو، محذرًا من أن ربط الخطوات الأمريكية بشروط مسبقة من جانب الدول الأوروبية يعرقل الضغط المطلوب على الكرملين. وقال: "الرئيس ترامب ينتظر تحركًا قويًا من أوروبا، لكننا نعتقد أن إضاعة الوقت ستؤدي إلى إضعاف موقف المجتمع الدولي".

ورغم تهديد ترامب في أكثر من مناسبة بفرض عقوبات كبرى على روسيا، إلا أن هذه الخطوات لم تتحقق حتى الآن. الرئيس الأمريكي اشترط، الأسبوع الماضي، أن تتوقف جميع دول الناتو عن شراء النفط الروسي، إلى جانب فرض رسوم على الصين – باعتبارها من كبار المستوردين – قبل اتخاذ أي إجراءات أمريكية منفردة.

وتبقى المعضلة الأكبر، وفقًا لمراقبين، في موقف المجر وسلوفاكيا، اللتين تواصلان استيراد النفط عبر خط "دروجبا"، وهو ما يعرقل توافقًا أوروبيًا شاملًا. وقد أثار قصف أوكراني لهذا الخط الشهر الماضي غضب رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي اتهم كييف بتهديد أمن الطاقة الأوروبي.

زيلينسكي شدد على أن على ترامب أن يمارس ضغوطًا مباشرة على هذه الدول لتغيير مواقفها، لافتًا إلى أن "العالم كله ينظر إلى الولايات المتحدة" باعتبارها القادرة على دفع أوروبا نحو مواقف أكثر صرامة.

وفي سياق متصل، جدّد الرئيس الأوكراني استعداده للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إما بشكل مباشر أو بحضور ترامب كوسيط، مؤكدًا أن أي لقاء يجب أن يستهدف وقف الحرب وليس تكريس الوضع القائم. من جانبها، كررت موسكو موقفها بأن "الأسباب الجذرية للصراع" يجب أن تُناقش أولًا، في إشارة إلى مطالبها باعتراف أوكرانيا بخسائر الأراضي.

زيارة زيلينسكي إلى نيويورك ستركز أيضًا على الحصول على توضيحات أمريكية بشأن الضمانات الأمنية، في ظل محاولات دفع عملية تسوية شاملة. ويُنتظر أن ترافقه قرينته أولينا زيلينسكا، التي ستلتقي السيدة الأولى الأمريكية ميلانيا ترامب لبحث قضية الأطفال الأوكرانيين الذين نقلتهم روسيا بشكل قسري، وسط تقديرات بأن ميلانيا تتبنى موقفًا أكثر تعاطفًا مع كييف من زوجها.

على الأرض، تواصلت التصعيدات العسكرية، إذ أعلنت كييف أن روسيا أطلقت أكثر من 600 طائرة مسيّرة وصواريخ على عدة مناطق، فيما استهدفت أوكرانيا مصافي النفط في ساراتوف وسامارا باستخدام طائرات مسيّرة بعيدة المدى، ما عمّق أزمة الوقود الروسية. وفي دنيبرو، قُتل ثلاثة أشخاص جراء قصف صاروخي استهدف مبنى سكنيًا، بينما طالت الهجمات مناطق ميكولايف وتشيرنيهيف وزابوريجيا.

زيلينسكي اتهم موسكو بانتهاج "استراتيجية متعمدة لترويع المدنيين وتدمير البنية التحتية"، داعيًا المجتمع الدولي إلى رد قوي يشمل تعزيز منظومات الدفاع الجوي وتسريع وتيرة تسليم الأسلحة لأوكرانيا.

تم نسخ الرابط