فن

رجاء الجداوي.. كيف صنعت مدرسة خاصة في الأناقة والذوق الرفيع؟

رجاء الجداوي
رجاء الجداوي

 

في مثل هذا اليوم من عام 1934 وُلدت الفنانة الكبيرة رجاء الجداوي، لتكتب مسيرة استثنائية في عالم الفن والجمال والأناقة امتدت لأكثر من ستة عقود، لم تكن مجرد ممثلة أو عارضة أزياء، بل رمزاً للذوق الرفيع والثقة بالنفس، حتى باتت مثالاً يُحتذى به للأجيال في كيفية الجمع بين الموهبة الفنية والحضور الطاغي، ورغم رحيلها عام 2020، ما زالت سيرتها تلهم جمهورها ومحبيها في مصر والعالم العربي.

نشأة وبدايات مبكرة

وُلدت رجاء الجداوي باسم نجاة علي حسن الجداوي بمحافظة الإسماعيلية، ونشأت بعد انفصال والديها في كنف خالتها الفنانة تحية كاريوكا.

بدأت حياتها العملية موظفة في قسم الترجمة بإحدى شركات الإعلان، قبل أن يفتح لها باب الشهرة من خلال مسابقات الجمال، حيث حصلت على لقب ملكة جمال القطن المصري ولقب سمراء القاهرة، ما أهّلها لدخول عالم عروض الأزياء والتمثيل.

من عروض الأزياء إلى أدوار الشاشة

كانت البداية الفنية الحقيقية عام 1958 بفيلم غريبة، لتتوالى بعدها الأعمال التي رسّخت مكانتها كفنانة شاملة.

 تنقلت بين السينما والمسرح والتلفزيون لتشارك في أكثر من 300 عمل فني على مدار 62 عاماً، من أبرزها: دعاء الكروان، إشاعة حب، موعد على العشاء، إلى جانب المسرحيات الشهيرة مثل الواد سيد الشغال.

أيقونة الأناقة وملكة الذوق

اشتهرت رجاء الجداوي بلقب ملكة الأناقة، إذ كانت من أوائل عارضات الأزياء المصريات، ونجحت في فرض أسلوبها الخاص بعيداً عن التقليد الأعمى للموضة.

كانت تقول دائماً إن الأناقة ليست في الثياب الباهظة، بل في اختيار ما يلائم الشخصية والقوام. ومن أبرز نصائحها:

• تجنّب الملابس الضيقة أو الفضفاضة بشكل مبالغ فيه.

• الاهتمام بالتفاصيل البسيطة التي تمنح الإطلالة تميزاً.

• الإيمان بأن الثقة بالنفس هي سر الجمال الحقيقي.

وقد وصفها الرئيس عبد الفتاح السيسي يوماً بكلمة واحدة لخصت مشوارها: "شيك"، وهو تكريم نادر لفنانة من رئيس جمهورية.

فلسفتها في العمر والجمال

لم تكن رجاء الجداوي تخشى الزمن، بل كانت ترى فيه رفيقاً جميلاً.

ومن أشهر تصريحاتها: "أحلى حاجة في الدنيا أنكم تحبوا سنكم، وإذا حبيتوه هيحبكم... وأنا بحبه جداً."

بهذا المنطق كسرت الصورة النمطية عن التقدّم في العمر، مؤكدة أن الجمال الحقيقي يكمن في التصالح مع الذات.

مواقف وتصريحات لا تُنسى

• عن ارتداء العبايات قالت في لقاء تلفزيوني ساخر: "العبايات خلتني أتخن... لأنها بتخفي معالم الجسم."

• قبل رحيلها بوقت قصير تركت رسالة إنسانية مؤثرة تؤكد أن المرض والموت لا يفرقان بين غني وفقير، في إشارة لقيم المساواة والرحمة.

• أما ابنتها الوحيدة "أميرة"، فما زالت تحيي ذكراها عبر رسائل مؤثرة للجمهور، كتبت في إحداها: "كل سنة وكل ثانية وإنتِ في قلبي يا جوجا."

تكريم بعد الرحيل

لم يتوقف الاحتفاء برمز الأناقة بعد رحيلها، إذ يحرص المركز القومي للمسرح والفنون الاستعراضية على إحياء ذكراها، تقديراً لعطائها الفني ودورها في تشكيل وجدان الجمهور المصري والعربي.

تم نسخ الرابط