مرور 15 عامًا على الحرب الأهلية اللبنانية

تحل اليوم ذكرى انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت خمسة عشر عامًا (1975 – 1990)، وأودت بحياة ما يزيد عن 150 ألف شخص، وتسببت في تهجير مئات الآلاف، إلى جانب خسائر اقتصادية واجتماعية هائلة ما زالت البلاد تعاني من تبعاتها حتى اليوم.
في مثل هذا اليوم من عام 1989، جرى التوصل إلى اتفاق الطائف برعاية عربية ودولية، الذي وضع الأسس لإنهاء النزاع المسلح، وإعادة بناء مؤسسات الدولة اللبنانية على قاعدة المشاركة الطائفية، بما يضمن التوازن بين مختلف المكوّنات. ورغم ما حمله الاتفاق من أمل في المصالحة وإعادة الإعمار، إلا أن الكثير من اللبنانيين يعتبرون أنّ الجراح لم تلتئم بعد، وأن تداعيات الحرب ما زالت تظلل المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وتستحضر هذه الذكرى مشاهد الدمار والنزوح والاقتتال الداخلي، لكنها تفتح أيضًا بابًا للنقاش حول ضرورة تعزيز مفهوم الدولة المدنية، وتحقيق العدالة الانتقالية، ومحاسبة الجرائم التي ارتكبت خلال سنوات الحرب، والتي بقيت بمعظمها من دون محاسبة نتيجة قانون العفو العام الصادر عام 1991.
في هذه المناسبة، تشدد منظمات المجتمع المدني على أهمية التعلّم من الماضي لتجنّب تكرار المأساة، وضرورة تمتين الوحدة الوطنية، خصوصًا في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية التي يشهدها لبنان حاليًا.
وبينما يحيي اللبنانيون الذكرى بفعاليات رمزية وثقافية، يظل السؤال الأساسي حاضرًا: هل استطاع لبنان طي صفحة الحرب فعليًا، أم أنّ أشباحها ما زالت تتحكم بالواقع السياسى الراهن .