عربي ودولي

روسيا تشن أشرس هجماتها على أوكرانيا منذ بداية الحرب وزيلينسكي يصفها بـ«الوحشية الدنيئة»

الحوار

 

 

شهدت أوكرانيا واحدة من أعنف الليالي منذ اندلاع الغزو الروسي الشامل عام 2022، إذ تعرضت العاصمة كييف وعدة أقاليم أخرى إلى قصف متواصل استمر أكثر من 12 ساعة، استخدمت فيه موسكو ما يقرب من 500 طائرة مسيّرة وأكثر من 40 صاروخاً. وأسفر الهجوم عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من 70 آخرين بينهم أطفال، وفق ما أعلنته السلطات الأوكرانية.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وصف القصف بأنه «عمل دنيء ووحشي»، مؤكداً أن روسيا تثبت مجدداً رغبتها في مواصلة الحرب وسفك الدماء. ودعا حلفاء بلاده إلى فرض مزيد من العقوبات على موسكو ووقف استيراد النفط الروسي، متعهداً بأن أوكرانيا سترد على هذه الاعتداءات.

مشاهد من الرعب في كييف

في العاصمة، استهدفت صواريخ أحياء سكنية عدة، حيث انهارت الطوابق العليا في أحد المباني بضاحية بيتروبافليفكا بورشجاهيفكا، ما أدى إلى وفاة طفلة تبلغ 12 عاماً تحت أنقاض كتلة خرسانية. كما قُتلت ممرضة ومريض بعد إصابة معهد أمراض القلب إصابة مباشرة، بينما عُثر على شخص آخر جثة هامدة تحت الركام.

شهود عيان تحدثوا عن دمار ورعب هائلين. قالت لوليتا إيساكوفا، 24 عاماً: «كان الانفجار ضخماً، تساقطت الأشياء من حولنا. الجميع يصرخ ويبحث عن أحبائه». فيما أكد قس عسكري فقد منزله للمرة الثانية أن أبناءه نجوا بأعجوبة بعد أن انهار سقف فوق أسرّتهم.

تحركات دولية عاجلة

أعلن رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك أن الهجمات تؤكد أن روسيا تواصل حربها ضد المدنيين، مشدداً على ضرورة أن يترافق الرد العسكري الأوكراني مع تصعيد اقتصادي غربي ضد موسكو.

أما بولندا فأعلنت رفع حالة التأهب في دفاعاتها الجوية وإغلاق أجوائها مؤقتاً قرب مدينتي لوبلين وجيشوف، في إجراء وقائي لحماية مواطنيها وتأمين ممرات المساعدات المتجهة إلى أوكرانيا. وفي الدنمارك، تم رصد طائرات مسيّرة مجهولة فوق مواقع عسكرية لليلة الثانية على التوالي، في حين سجلت أوكرانيا هذا الشهر أكثر من 90 مسيّرة عبرت باتجاه بولندا.

تحذيرات وتصريحات متبادلة

زيلينسكي شدد على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يخطط لإنهاء الحرب في أوكرانيا فحسب، بل يسعى لفتح جبهات جديدة في أوروبا. واعتبر أن موسكو تختبر قدرات القارة على حماية أجوائها بعد تكرار حوادث اختراق الطائرات المسيّرة والمقاتلات الروسية لمجالات جوية أوروبية.

من جهته، نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أي مسؤولية عن هذه الخروقات، لكنه لوّح برد «حاسم» على أي اعتداء يستهدف بلاده، محذراً من أن إسقاط أجسام ما تزال في الأجواء الروسية سيكون «خطأً فادحاً سيدفع ثمنه من يرتكبه».


القصف الأخير يكرس واقع الحرب الروسية كحرب استنزاف تستهدف المدنيين والبنية التحتية، فيما تسعى أوكرانيا لحشد دعم دولي أكبر في مواجهة التصعيد. ومع امتداد التوتر إلى أجواء دول أوروبية مجاورة، تبدو الحرب مرشحة للانزلاق إلى مرحلة أكثر خطورة تهدد الأمن الإقليمي بأكمله.

تم نسخ الرابط