مقالات

مهندس "حسام الدين علي" يكتب : ركن ليبرالي

مهندس حسام الدين
مهندس حسام الدين علي

 

في هذا الركن سنناقش افكارا عن الليبرالية ، ندافع عنها وسنعبر عن موقفها من عدد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية و سنوضح كيف نراها الوسيلة الأكثر إيجابية ونجاعة في التعاطي مع المشكلات اليومية والمستجدات التي يفرضها التطور وذلك من خلال عدد من المقالات في هذا المكان الذي اخترنا له اسماً يعبر عنه وهو " ركن ليبرالي "

وسنبدأ اليوم بالحديث عن مفهوم الليبرالية وكيف نشأت ولماذا ؟

الفكر الليبرالي نشأ في القرن السابع عشر خلال عصر التنوير، وكان الفيلسوف الإنجليزي جون لوك هو المؤسس الفعلي لليبرالية كفلسفة سياسية مستقلة، حيث دعا إلى حقوق طبيعية للفرد في الحياة والحرية والملكية، ورفض فكرة الحكم المطلق وحق الملوك الإلهي. خلال هذه الفترة (القرن السابع عشر)،

ظهرت الليبرالية كرد فعل ضد السلطوية والإقطاع من  خلال عقد اجتماعي كان قائما وقتها بين الحاكم والمحكوم على موافقة مستمرة من الشعب للحفاظ على شرعية الحكم.
ثم اتت الثورة الإنجليزية والثورات التي تلتها مثل الثورة الأمريكية والثورة الفرنسية فاخذوا جميعا  بالمنهج الليبرالي، مما ساهم في انتشار الفكر الليبرالي وتأسيس أنظمة ديمقراطية جديدة بدلاً من الأنظمة الملكية المطلقة.

و خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر شهدت الليبرالية انتشاراً كبيراً في أوروبا وأمريكا الشمالية، مع قيام حكومات تعتمد على المبادئ الليبرالية في الحكم والاقتصاد والاجتماع

و يمكننا اعتبار ان الليبرالية هي فلسفة سياسية وفكرية تقوم على احترام الفرد وخصوصيته، وتعتبر حرية الفرد وكرامته من أهم المبادئ الأساسية، وهي المحرك الأساسي للإنتاج والإبداع والتطور.

كما يصح أن نقول ان الليبرالية تنطلق من عدة مبادئ أساسية منها الحرية الفردية، وحقوق الإنسان، وسيادة القانون، والديمقراطية، واقتصاد السوق الحر الذي يشجع الابتكار والتنافس مع الحد الأدنى من تدخل الدولة والتي تعمل كمنظم للسوق وتضمن تطبيق القانون .

كمان أن الفكر الليبرالي يؤمن بضرورة حماية الحريات الشخصية للفرد، كحرية الفكر والتعبير، وحرية المعتقد والضمير، ويؤكد على احترام الاختلاف والتنوع في المجتمع دون استبداد أو قمع من اي سلطة أو أي جهة أخرى.

وللعلم فان الليبرالية لا تعني فقط حرية الأغلبية، بل تحمي حرية الفرد بما في ذلك حقوق الأقليات، وهي تدعم التداول السلمي للسلطة وعدم استبداد أي جهة، كما تشجع على احترام القانون وتطبيقه على الجميع دون تمييز، مما يجعل الفرد قادرًا على الإبداع والتطور في بيئة من الحرية والمسؤولية.

وبذلك، يكون الفرد في مركز الاهتمام، وخصوصيته مصانة، ومتاحة له مساحة كبيرة للتعبير عن أفكاره وتحقيق طموحاته، ما يدفع المجتمعات نحو الابتكار والنمو.

هذه المبادئ تجعل الليبرالية فلسفة تدافع عن حقوق الفرد وتفتح له المجال ليكون فاعلًا ومبدعًا في شتى المجالات، كما تشكل حجر الأساس لأي نظام ديمقراطي يحترم التنوع والاختلاف ويؤمن بالعدالة والمساواة أمام القانون

وللحديث بقية في الركن الليبرالي


 

تم نسخ الرابط