هل يكمن قلق ترامب الأكبر من التضخم في الخدمات لا السلع؟

بينما يترقب المحللون الماليون أثر تعريفات ترامب على أسعار السلع المستوردة، قد تكون المشكلة الأكثر إيلاماً له سياسياً من داخل البلاد: ارتفاع أسعار الخدمات — لا سيما الكهرباء والرعاية الصحية والتعليم.

السلع المستوردة حتى الآن لم تُظهر تمريراً واسعاً للتكاليف إلى المستهلك النهائي، لكن حسابات الأسر تتأثر أكثر عندما ترتفع فواتير الخدمات اليومية.

لماذا التعرّفات لم تضرب المستهلكين بقوة حتى الآن

تحليلات اقتصادية أظهرت أن تأثير تعريفات التبادل التجاري حتى الآن محدود: الشركات المحلية استوعبت جزءًا كبيرًا من الزيادة في التكاليف عبر تضيّق الهوامش الربحية بدلاً من رفع الأسعار مباشرة أمام المستهلك. كما أن التجّار قد يؤجلون رفع الأسعار إلى أن تتضح نتيجة الطعون القضائية والإجراءات القانونية حول شرعية الرسوم الجمركية.

التركيز الحقيقي: الخدمات تشكل نصف مؤشر الإنفاق الاستهلاكي

السلع المعمرة تشكّل أقل من 11٪ من مكوّنات مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، بينما تمثل الخدمات تقريبًا نصف الوزن — بدون احتساب السكن. لذا أي صعود في أسعار الخدمات يمكن أن يؤثر على معدلات التضخم الظاهرة بشكل أكبر من صعود في أسعار بعض السلع.

أمثلة بارزة: الطاقة، الصحة، التأمين، والتعليم

الكهرباء: ارتفاع أسعار استهلاك المنازل بنحو 7٪ على أساس سنوي. جزء من السبب زيادة طلب مراكز البيانات المرتبطة بطفرة الذكاء الاصطناعي، وجزء آخر صدمة عرضية من سحب بعض الدعم الأخضر ووقف مشاريع طاقة متجددة.

الرعاية الصحية: تغيّرات في قواعد الاستحقاق لتأمينات الـACA قد ترفع تكاليف التأمين.

تأمين المنازل: ارتفاعات أو انسحابات تغطية في ولايات معرضة للكوارث الطبيعية.

التعليم العالي: سياسات إلغاء برامج تخفيف ديون الخريجين قد تزيد العبء المالي على الأسر.

السكن: قلة اليد العاملة وارتفاع تكاليف المواد يفاقمان أزمة الإسكان الميسور.

السياسة تقتنص الفرصة: هجوم ديمقراطي محتمل

أشار بعض صقور الحزب الديمقراطي إلى أن فشل سياسة الطاقة أو ارتفاع فواتير  قد يلدغ ترامب من الداخل قبل أن تلدغه الرسوم

من الممكن أن تؤدي صدمات الأسعار في الخدمات إلى أضرار سياسية أوسع من تأثيرات تعريفات السلع. حتى لو بَرهنَ أنه «سبب» ارتفاع الأسعار في السلع، فإن ضغوط فاتورة الكهرباء أو ارتفاع التأمين أو تراجع إمكانية الوصول إلى رعاية صحية ميسورة ستصبح مسألة يومية يشعر بها الناخبون — وهذا ما قد يكلفه أكثر على الصعيد السياسي.