تكنولوجيا

نيويورك تايمز: الصين تتفوق عالمياً — أكثر من مليوني روبوت في مصانعها يغيّرون ملامح الصناعة العالمية

الأتمتة الصناعية
الأتمتة الصناعية

أظهرت بيانات حديثة أن الصين تتقدم بفارق هائل في نشر الأتمتة الصناعية: أكثر من مليوني روبوت تعمل الآن داخل المصانع الصينية، فيما ثبتت البلاد نحو 300 ألف وحدة روبوتية جديدة خلال العام الماضي — أكثر مما ركّبه بقية دول العالم مجتمعة. للمقارنة، ثبتت المصانع الأميركية نحو 34 ألف روبوت فقط في الفترة نفسها.

سياسة مدروسة واستثمارات عامة تقود الزخم

التحوّل ليس صدفة؛ بل نتاج سياسة طويلة الأمد دعمتها بكين عبر برامج إستراتيجية (منها مبادرة «صُنع في الصين 2025») وتسهيلات ائتمانية واستحواذات ومشروعات لتمويل سلسلة التوريد المحلية. النتيجة: توسع متسارع في قدرات الصين ليس فقط كمستخدم للروبوتات بل أيضاً كـمصنّع لها — حصة البلاد من سوق تصنيع الروبوت عالمياً ارتفعت إلى نحو ثُلث العرض العالمي، مقابل تراجع حصة اليابان.

من المستورد إلى المنتج المحلي

حتى وقت قريب كانت الصين تركّب روبوتات مستوردة أكثر مما تصنع محليًا، لكن العام الماضي شهد تحولًا مهمًا: نحو 60% من الروبوتات التي نُصبت في المصانع الصينية صُنعت داخل البلاد. هذا التطور يعكس نموًا في الشركات المحلية، وتحسينًا في تكامل سلسلة التوريد الصناعية داخليًا.

التركيز على الذكاء الاصطناعي والكوادر الماهرة

الصين لا تكتفي بتجميع أذرع لحام أو منصات نقل آلية؛ فهي تستثمر في دمج الروبوتات مع تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء والإنتاجية وتحليل بيانات التشغيل. كما أن سوق تركيب الروبوتات شهد ضغطًا على العمالة المتخصصة لدرجة ارتفاع رواتب مُركّبي الأنظمة إلى مستويات تقارب 60 ألف دولار سنويًا في بعض المناطق.

الحواجز المتبقية: مكونات عالية المستوى وتقنيات متقدمة

رغم التقدّم، لا تزال الشركات الصينية متأخرة نسبيًا في تصنيع بعض المكونات العالية الأداء للروبوتات (حساسات متقدّمة وشرائح إلكترونية متطورة)، وهي مجالات لازالت تهيمن عليها دول تمتلك خبرة طويلة مثل ألمانيا واليابان. هذا يعني أن روبوتًا «متكاملًا» من أعلى المواصفات غالبًا سيجمع أجزاء من مصادر دولية مختلفة.

ظهور سوق الهومانويد وابتكارات محلية رخيصة التكلفة

شهد المشهد ظهور شركات ناشئة صينية تبني نماذج هومانويد ميسورة الثمن مقارنة بنماذج غربية مرموقة، مع شركات تعلن عن طروحات للاكتتاب العام وإن منتجاتها تباع بأسعار جاذبة للسوق المحلية. لكن الاستخدام العملي للإنسان الآلي ثنائي الأرجل ما يزال محدودًا تجريبيًا وأجزاءه الحسّاسة تعتمد تقنيًا على موردين خارجيين.

تصاعد الصدارة الصناعية للصين مع مخاطر واستحقاقات

باختصار، يسهم الانتشار السريع للروبوتات في تعزيز مكانة الصين كمصنع عالمي وتغيير دور العامل البشري في خطوط الإنتاج. لكن التحوّل الكامل إلى قيادات تكنولوجية مستدامة يتطلب تحقيق ذاتيّة أكبر في المكونات الدقيقة والشرائح والحساسات. المشهد يشير إلى سباق مستمر: بينما تقلّ التكاليف وتزداد الكفاءة في المصانع الصينية، تبقى فرص تنافسية لمورّدين تقنيين عالميين في أجزاء الحواسيب والأجهزة الدقيقة التي تشكّل «مغزات» الروبوتات المستقبلية.

تم نسخ الرابط