فايننشال تايمز: شركات الكريبتو تلجأ إلى إعادة شراء الأسهم لإنقاذ أسعارها المتهاوية

تشهد سوق العملات المشفرة واحدة من أكثر التحولات دراماتيكية هذا العام، حيث بدأت شركات "الخزانة الرقمية" التي راكمت كميات ضخمة من العملات المشفرة في تبني استراتيجية إعادة شراء الأسهم (Buybacks) كملاذ أخير لإنعاش أسعارها المنهارة. خطوة يصفها بعض المحللين بأنها "جرس إنذار أخير" قد يُنذر بانهيار نموذج الأعمال الذي بنى عليه هذا القطاع شهرته خلال الأشهر الماضية.
تراجع الثقة وظهور صفقات استحواذ
على مدى الأسابيع الأخيرة، تحركت سبع شركات على الأقل نحو إعادة شراء أسهمها، بينها شركات ناشئة في الألعاب الإلكترونية وصناعة المركبات الكهربائية الخفيفة، بعد أن تحولت إلى الاستثمار في عملات مثل البيتكوين والإيثر. المفارقة أن خمسًا من هذه الشركات تتداول الآن بأسعار سوقية أدنى من قيمة ما تملكه فعليًا من عملات مشفرة، ما جعلها أهدافًا سهلة لصفقات الاستحواذ.
ويُعد استحواذ صندوق Strive Asset Management على شركة Semler Scientific، التي تحولت من نشاط الرعاية الصحية إلى "تكديس البيتكوين"، مثالًا بارزًا على ذلك.
من الحلم إلى الخسارة
الحُمّى الحالية استلهمت من تجربة مايكل سايلور وشركته MicroStrategy، التي قفزت قيمتها السوقية إلى أكثر من 100 مليار دولار بعد تبنيها استراتيجية شراء البيتكوين منذ 2020. لكن معظم "المقلدين" لم يحققوا نفس النجاح. العديد من هذه الشركات لا تملك نموذج أعمال حقيقيًا، بل مجرد هياكل مالية تراهن على ارتفاع أسعار العملات الرقمية فقط.
حالة ETHZilla: صعود خاطف وانهيار حاد
شركة التكنولوجيا الحيوية السابقة 180 Life Sciences أعادت تسمية نفسها إلى ETHZilla لتتماشى مع حيازتها الكبيرة من عملة الإيثر. لكن رغم امتلاكها ما قيمته 460 مليون دولار من الإيثر، فإن قيمتها السوقية هبطت إلى نحو 416 مليون دولار فقط بعد أن خسرت 76% من ذروتها في أغسطس.
ولزيادة الطين بلة، اقترضت الشركة 80 مليون دولار برهن ممتلكاتها من الإيثر، لا لشراء المزيد من العملات، بل لتمويل خطة إعادة شراء أسهم بقيمة 250 مليون دولار. خطوة وصفها محللون بأنها "مناقضة تمامًا" لفكرة الخزانة الرقمية.
لعبة محفوفة بالمخاطر
بالنسبة للمحللين، هذا التحول يكشف أن النموذج يفقد زخمه بسرعة. يقول آدم مورغان ماكارثي، من شركة Kaiko لتحليلات الكريبتو:
"إنه مجرد محاولة لشراء الوقت. كثير من هذه الشركات أقرب إلى بيت من ورق سينهار سريعًا".
شركات أخرى في الدوامة
Empery Digital (سابقًا Volcon) قفز سهمها 380% بعد إعلان شراء البيتكوين في يوليو، لكنه فقد جميع مكاسبه لاحقًا. الشركة تقترض الآن عشرات الملايين لتمويل إعادة شراء الأسهم رغم أن قيمة ممتلكاتها من البيتكوين تفوق رأسمالها السوقي.
CEA Industries، شركة كندية للسجائر الإلكترونية، قفز سهمها 9 مرات في يوم واحد بعد استثمارها في عملة BNB، لكنها عادت لتخسر معظم مكاسبها وتعلن خطة إعادة شراء بقيمة 250 مليون دولار.
SharpLink Gaming تملك ما يقارب 3.7 مليار دولار من الإيثر، لكن قيمتها السوقية لا تتجاوز 3.3 مليار دولار، وهي بدورها أطلقت برنامجًا ضخمًا لإعادة الشراء.
مؤشرات التشبع
يصف بعض المراقبين هذه الموجة بأنها إشارة على تشبع السوق. فمعظم هذه الشركات استنزفت فرص النمو السريع، وأصبحت عاجزة عن إقناع المستثمرين بأن أسعار أسهمها تعكس قيمة أصولها الرقمية. إعادة الشراء قد ترفع السهم مؤقتًا، لكنها لا تعالج الأزمة البنيوية.
استثناءات محدودة
رغم كل هذا التراجع، لا يزال بعض التنفيذيين متمسكين بالنهج الأصلي. على سبيل المثال، شركة خزانة خاصة بـالدوغ كوين، يرأسها محامي إيلون ماسك، أعلنت مؤخرًا زيادة حيازتها من العملة من 500 إلى 600 مليون وحدة، في إشارة إلى استمرار الرهان على المضاربة، ولو بشكل محدود.
دائرة مغلقة
في النهاية، يبدو أن شركات الخزانة الرقمية وقعت في حلقة مفرغة: فهي تجمع التمويل لشراء العملات، ثم تقترض برهنها لشراء أسهمها، لتعيد نفس الدورة دون قيمة مضافة حقيقية. وإذا لم يتحسن السوق سريعًا، فقد يتحول ما بدأ كـ"صرعة استثمارية" إلى فقاعة تذروها الرياح. المشفرة واحدة من أكثر التحولات دراماتيكية هذا العام، حيث بدأت شركات "الخزانة الرقمية" التي راكمت كميات ضخمة من العملات المشفرة في تبني استراتيجية إعادة شراء الأسهم (Buybacks) كملاذ أخير لإنعاش أسعارها المنهارة. خطوة يصفها بعض المحللين بأنها "جرس إنذار أخير" قد يُنذر بانهيار نموذج الأعمال الذي بنى عليه هذا القطاع شهرته خلال الأشهر الماضية.
تراجع الثقة وظهور صفقات استحواذ
على مدى الأسابيع الأخيرة، تحركت سبع شركات على الأقل نحو إعادة شراء أسهمها، بينها شركات ناشئة في الألعاب الإلكترونية وصناعة المركبات الكهربائية الخفيفة، بعد أن تحولت إلى الاستثمار في عملات مثل البيتكوين والإيثر. المفارقة أن خمسًا من هذه الشركات تتداول الآن بأسعار سوقية أدنى من قيمة ما تملكه فعليًا من عملات مشفرة، ما جعلها أهدافًا سهلة لصفقات الاستحواذ.
ويُعد استحواذ صندوق Strive Asset Management على شركة Semler Scientific، التي تحولت من نشاط الرعاية الصحية إلى "تكديس البيتكوين"، مثالًا بارزًا على ذلك.
من الحلم إلى الخسارة
الحُمّى الحالية استلهمت من تجربة مايكل سايلور وشركته MicroStrategy، التي قفزت قيمتها السوقية إلى أكثر من 100 مليار دولار بعد تبنيها استراتيجية شراء البيتكوين منذ 2020. لكن معظم "المقلدين" لم يحققوا نفس النجاح. العديد من هذه الشركات لا تملك نموذج أعمال حقيقيًا، بل مجرد هياكل مالية تراهن على ارتفاع أسعار العملات الرقمية فقط.
حالة ETHZilla: صعود خاطف وانهيار حاد
شركة التكنولوجيا الحيوية السابقة 180 Life Sciences أعادت تسمية نفسها إلى ETHZilla لتتماشى مع حيازتها الكبيرة من عملة الإيثر. لكن رغم امتلاكها ما قيمته 460 مليون دولار من الإيثر، فإن قيمتها السوقية هبطت إلى نحو 416 مليون دولار فقط بعد أن خسرت 76% من ذروتها في أغسطس.
ولزيادة الطين بلة، اقترضت الشركة 80 مليون دولار برهن ممتلكاتها من الإيثر، لا لشراء المزيد من العملات، بل لتمويل خطة إعادة شراء أسهم بقيمة 250 مليون دولار. خطوة وصفها محللون بأنها "مناقضة تمامًا" لفكرة الخزانة الرقمية.
لعبة محفوفة بالمخاطر
بالنسبة للمحللين، هذا التحول يكشف أن النموذج يفقد زخمه بسرعة. يقول آدم مورغان ماكارثي، من شركة Kaiko لتحليلات الكريبتو:
"إنه مجرد محاولة لشراء الوقت. كثير من هذه الشركات أقرب إلى بيت من ورق سينهار سريعًا".
شركات أخرى في الدوامة
Empery Digital (سابقًا Volcon) قفز سهمها 380% بعد إعلان شراء البيتكوين في يوليو، لكنه فقد جميع مكاسبه لاحقًا. الشركة تقترض الآن عشرات الملايين لتمويل إعادة شراء الأسهم رغم أن قيمة ممتلكاتها من البيتكوين تفوق رأسمالها السوقي.
CEA Industries، شركة كندية للسجائر الإلكترونية، قفز سهمها 9 مرات في يوم واحد بعد استثمارها في عملة BNB، لكنها عادت لتخسر معظم مكاسبها وتعلن خطة إعادة شراء بقيمة 250 مليون دولار.
SharpLink Gaming تملك ما يقارب 3.7 مليار دولار من الإيثر، لكن قيمتها السوقية لا تتجاوز 3.3 مليار دولار، وهي بدورها أطلقت برنامجًا ضخمًا لإعادة الشراء.
مؤشرات التشبع
يصف بعض المراقبين هذه الموجة بأنها إشارة على تشبع السوق. فمعظم هذه الشركات استنزفت فرص النمو السريع، وأصبحت عاجزة عن إقناع المستثمرين بأن أسعار أسهمها تعكس قيمة أصولها الرقمية. إعادة الشراء قد ترفع السهم مؤقتًا، لكنها لا تعالج الأزمة البنيوية.
استثناءات محدودة
رغم كل هذا التراجع، لا يزال بعض التنفيذيين متمسكين بالنهج الأصلي. على سبيل المثال، شركة خزانة خاصة بـالدوغ كوين، يرأسها محامي إيلون ماسك، أعلنت مؤخرًا زيادة حيازتها من العملة من 500 إلى 600 مليون وحدة، في إشارة إلى استمرار الرهان على المضاربة، ولو بشكل محدود.
دائرة مغلقة
في النهاية، يبدو أن شركات الخزانة الرقمية وقعت في حلقة مفرغة: فهي تجمع التمويل لشراء العملات، ثم تقترض برهنها لشراء أسهمها، لتعيد نفس الدورة دون قيمة مضافة حقيقية. وإذا لم يتحسن السوق سريعًا، فقد يتحول ما بدأ كـ"صرعة استثمارية" إلى فقاعة تذروها الرياح.