رهان إنفيديا على أوبن إيه آي: استثمار ضخم وأسئلة أكبر

في خطوة وُصفت بأنها قد تعيد رسم خريطة صناعة الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة إنفيديا عن نيتها استثمار ما يصل إلى 100 مليار دولار في مختبر أوبن إيه آي، بهدف تمويل شراء ما بين 4 إلى 5 ملايين معالج رسوميات (GPUs). هذه الصفقة، المقرر أن تبدأ في النصف الثاني من العام المقبل، جاءت بعد أيام فقط من إعلان إنفيديا عن استثمار آخر بقيمة 5 مليارات دولار في إنتل، لتعكس الطبيعة المتشابكة على نحو متزايد لعلاقات وادي السيليكون.
قفزة في القيمة السوقية
الإعلان رفع أسهم إنفيديا بنحو 4% ليقترب تقييمها من 4.5 تريليون دولار. الرئيس التنفيذي، جنسن هوانغ، أكد أن الصفقة ستعزز مبيعات الشركة بشكل يعادل تقريبًا حجم شحناتها السنوية من الرقائق. كما أن الاتفاق سيجعل أوبن إيه آي أكثر اعتمادًا على معالجات إنفيديا، مما يقلل من حوافزها لتطوير بدائل خاصة بها.
معادلة مالية معقدة
الاستثمار سيجري على مراحل بقيمة 10 مليارات دولار لكل جيجاوات من مراكز البيانات التي تنشئها أوبن إيه آي بدعم من إنفيديا، حتى 10 جيجاوات. محللون مثل بيير فيراغو اعتبروا أن إنفيديا ستستثمر 10 مليارات مقابل بيع رقائق بقيمة 35 مليارًا، أي أن أوبن إيه آي ستدفع 71% نقدًا و29% بالأسهم. غير أن خبراء آخرين أعربوا عن قلقهم من "ديناميكيات دائرية" قد تُثير تساؤلات حول الشفافية والاستدامة المالية.
قيود مالية متزايدة
رغم أن أوبن إيه آي تدير التطبيق الأكثر شعبية في الذكاء الاصطناعي، ChatGPT، مع أكثر من 700 مليون مستخدم أسبوعيًا، فإن إيراداتها السنوية لا تتجاوز 13 مليار دولار، وهو رقم ضئيل مقارنة بتعهداتها الاستثمارية الضخمة. كما أنها وقّعت مؤخرًا صفقة بقيمة 300 مليار دولار مع شركة أوراكل لبناء 4.5 جيجاوات من مراكز البيانات خلال خمس سنوات، في إطار مشروع "ستارغيت" الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
تحديات البنية التحتية
التوسع المخطط يتطلب توفير 10 جيجاوات إضافية من الطاقة، أي ما يعادل بناء عشر محطات نووية، وهو ما قد يستغرق سنوات حتى مع تسهيلات حكومية في تراخيص البنية التحتية. هذا يضيف بُعدًا جديدًا من المخاطر إلى مشروع يعتمد بشكل أساسي على وفرة الكهرباء والشرائح.
التحديات الثلاثة لآلتمن
الرئيس التنفيذي لأوبن إيه آي، سام آلتمن، أقر بأن الشركة تواجه ثلاثة تحديات محورية:
دفع حدود البحث العلمي في الذكاء الاصطناعي.
تطوير منتجات جذابة وقابلة للاستخدام الواسع.
التغلب على التحديات غير المسبوقة للبنية التحتية من حيث الشرائح والطاقة.
صورة أوسع
الصفقة تعكس مدى ترابط ثروات شركات التكنولوجيا العملاقة، حيث تعتمد أسواق المال الآن بشكل متزايد على نجاح رهانات إنفيديا وأوبن إيه آي ومايكروسوفت. لكن بينما يرى البعض أن الصفقة تعزز مكانة إنفيديا كمحرك رئيسي للثورة الصناعية الرقمية المقبلة، يحذر آخرون من أن التعقيدات المالية والبنية التحتية قد تجعل هذا الرهان محفوفًا بالمخاطر أكثر مما يبدو.