الجارديان: اعترافات جديدة بدولة فلسطين تعمّق الانقسام الدبلوماسي العالمي

أعلنت كل من بريطانيا وكندا وأستراليا رسميًا اعترافها بدولة فلسطين، في خطوة وُصفت بالتاريخية، لكنها مرشحة لإشعال أزمة دبلوماسية واسعة مع إسرائيل وحلفائها. ومن المتوقع أن تحذو دول أخرى حليفة لإسرائيل حذو هذه الخطوة خلال الفترة المقبلة.
تهديدات إسرائيلية بالرد
إسرائيل اعتبرت الخطوة استفزازًا مباشرًا، وهددت بالرد عبر إجراءات أحادية الجانب، أبرزها ضم أجزاء من الضفة الغربية. مسؤولون بارزون في حكومة بنيامين نتنياهو، ومنهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، دعوا إلى تنفيذ خطة ضم واسعة قد تطال ما يصل إلى 82% من أراضي الضفة، وهو ما يعني فعليًا إنهاء أي فرص لقيام دولة فلسطينية.
الموقف الأمريكي
الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب أبدت تحفظًا على الموقف الجديد لحلفائها في تحالف "العيون الخمس" (UK، كندا، أستراليا، إضافة إلى أمريكا ونيوزيلندا). ورغم تحذيرات واشنطن المسبقة من أن إسرائيل قد ترد بـ"إجراءات رمزية"، إلا أن الغموض ما زال يكتنف ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم رسميًا أي عملية ضم، أم أنها ستكتفي بعدم اعتراض نتنياهو.
تداعيات إقليمية ودولية
الخطوة تهدد بانهيار اتفاقيات إبراهيم للتطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، خصوصًا الإمارات التي اعتبرت ضم الضفة "خطًا أحمر". كما أن أوروبا قد تتجه نحو فرض عقوبات جديدة على إسرائيل، في وقت تستعد فيه واشنطن للموافقة على صفقات أسلحة ضخمة لصالح الجيش الإسرائيلي.
تصريحات متبادلة
نتنياهو قال: "لن تكون هناك دولة فلسطينية، وردنا على هذه المحاولة لفرض كيان إرهابي سيكون بعد عودتي من نيويورك".
في المقابل، أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن الاعتراف يهدف إلى "إحياء الأمل في السلام وحل الدولتين".
قراءة في المشهد
الاعتراف الغربي بدولة فلسطين يمثل تصعيدًا دبلوماسيًا غير مسبوق، يُنذر بتوترات عميقة بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين، ويضع المنطقة أمام مرحلة جديدة قد تطغى عليها المواجهة بدلًا من مسار التسوية السياسية.