فن

في ميلاده الـ 69… توفيق عبد الحميد أيقونة الدراما الراقية

الحوار

يحتفل الوسط الفني اليوم  بميلاد الفنان الكبير توفيق عبد الحميد، المولود في 18 سبتمبر 1956 بحي شبرا الشعبي في القاهرة. يصادف هذا اليوم بلوغه التاسعة والستين من العمر، لتعود معه سيرة مشوار فني استثنائي جمع بين الموهبة والوعي، وأعمال لا تزال حاضرة في وجدان الجمهور المصري والعربي.

من كلية الحقوق إلى معهد الفنون المسرحية

لم تكن بدايته مع الفن مباشرة؛ إذ أراد والده أن يراه محاميًا ناجحًا، فالتحق بكلية الحقوق وتخرج عام 1979. لكن شغفه العميق بالتمثيل دفعه بعد ذلك للالتحاق بـ المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث تخرج عام 1983 ليبدأ مرحلة جديدة من حياته قائمة على الاحترافية والوعي الفني.

 

محطات بارزة في مشواره الفني

التلفزيون: كان البوابة الأوسع لقلوب الجمهور؛ قدّم مسلسلات خالدة مثل حديث الصباح والمساء، أوان الورد، أين قلبي، وحضرة المتهم أبي الذي شكّل علامة فارقة في مسيرته وصار رمزًا للأب القدوة.

السينما: رغم قلة أعماله، لكنه أبدع في أفلام مثل مافيا وأمير الظلام وحلم العمر.

المسرح: ظل المسرح بالنسبة له البيت الأول، وهناك صقل موهبته وقدّم أدوارًا رسّخت مكانته كممثل مثقف وواعٍ.

 

المناصب والقيادة الثقافية

لم يكتفِ بالتمثيل فقط، بل تولى مناصب مهمة منها:

إدارة المسرح القومي.

رئاسة قطاع الإنتاج الثقافي بوزارة الثقافة.
كان إداريًا حازمًا وصاحب رؤية، لكنه قدّم استقالته أكثر من مرة اعتراضًا على أوضاع لم ترُق له، مؤكدًا أن كرامة الفنان لا تقل عن موهبته.

 

الاعتزال والغياب عن الساحة

في السنوات الأخيرة، أعلن عبد الحميد اعتزاله التمثيل، مُرجعًا قراره إلى تراجع المناخ الفني، وغياب النصوص الراقية، إضافة إلى ظروفه الصحية. ورغم غيابه، ظل الجمهور يطالب بعودته، معتبرين أن مكانه شاغر لا يُعوّض.

 

تكريم متأخر أم مستحق؟

على الرغم من قيمة مشواره، يرى نقاد وجمهور أن الفنان لم يأخذ حقه الكامل من التكريم. فمسيرته التي تميّزت بالالتزام الفني والإنساني تستحق وقفة خاصة من المؤسسات الثقافية والفنية. يقول أحد النقاد: "توفيق عبد الحميد لم يكن مجرد ممثل، بل كان حالة من الصدق والوعي، فنانًا يعرف معنى أن تكون مسؤولًا أمام جمهورك."

 

صوت الجمهور

مع حلول عيد ميلاده الـ 69، امتلأت صفحات السوشيال ميديا بالرسائل التي تستعيد أدواره الخالدة. كتب أحد المتابعين: "حضرة المتهم أبي يظل العمل الذي جعلنا نحب الدراما المصرية"، بينما علّق آخر: "توفيق عبد الحميد ممثل من زمن الفن الجميل، نفتقده بشدة."
وتحوّل هاشتاج يحمل اسمه إلى مساحة لذكريات المشاهدين، الذين أجمعوا على أنه يستحق التكريم في حياته، وأن غيابه عن الشاشة فراغ لا يمكن ملؤه بسهولة.

 

في ذكرى ميلاده اليوم

في عامه التاسع والستين، يُعاد تسليط الضوء على مشوار رجل اختار الفن الراقي سبيلاً، وفضّل الصمت على أن يشارك في أعمال لا تليق بتاريخه. هو الفنان الذي علّم أجيالًا أن الفن موقف قبل أن يكون دورًا، وأن الاعتزال بشرف قد يكون أحيانًا أبلغ من الاستمرار بلا رسالة.

تم نسخ الرابط