كوثر رمزي.. رحلة فن وعطاء وشاهدة على ليلة مأساوية حتى رحيلها

رحلت الفنانة القديرة كوثر رمزي عن عالمنا في الثاني من سبتمبر عام 2018، تاركة خلفها إرثًا فنيًا حافلًا امتد لعقود طويلة بين السينما والتليفزيون والمسرح. لم تكن مجرد ممثلة أدوار ثانوية، بل كانت صاحبة حضور مميز وبصمة خاصة جعلت جمهورها يربط اسمها بالصدق والبساطة.
وبرغم أدوارها المتعددة، ظلّت حياتها الشخصية وأحداثها المؤثرة، وعلى رأسها ارتباطها بمأساة مقتل الفنانة ذكرى، جزءًا لا يُمحى من سيرتها.
النشأة والبدايات الأولى
وُلدت كوثر رمزي في 17 يونيو عام 1931 لأسرة فنية؛ إذ كان والدها الفنان إبراهيم محمد فوزي خبير التراث المسرحي بمعهد الفنون المسرحية، تلك البيئة ساهمت في تكوين شخصيتها الفنية منذ الصغر.
أولى خطواتها نحو الأضواء
بدأت مسيرتها من الإذاعة المصرية حيث شاركت في برامج تمثيلية إذاعية، قبل أن تنتقل إلى السينما في خمسينيات القرن الماضي.
وكان فيلم "نداء الحب" عام 1954 أول ظهور لها على الشاشة الكبيرة، لتثبت حضورها بدور لفت الأنظار، رغم أنه لم يفتح أمامها طريق البطولات المطلقة.
مسيرة فنية ثرية ومتنوعة
في السينما
قدمت كوثر رمزي أكثر من 70 فيلمًا تنوعت أدوارها فيها ما بين الأم الشعبية، والجارة الطيبة، والسيدة البسيطة. ومن أبرز أعمالها: مجرم مع مرتبة الشرف، وزنقة الستات، سنوات الشقاء والحب، مهمة في تل أبيب، أبو كرتونة، طيور الظلام، بخيت وعديلة.
في الدراما التليفزيونية
لم يكن التليفزيون بعيدًا عن مسيرتها، إذ شاركت في أكثر من 100 مسلسل تركت أثرًا بارزًا في وجدان الجمهور، منها: أبو العلا البشري، يوميات ونيس، لا أحد ينام في الإسكندرية، حاميها حراميها، الوالدة باشا.
على خشبة المسرح
كان للمسرح نصيب مهم من حياتها الفنية، فقد ظهرت في عدد من المسرحيات التي عُرضت على مدار سنوات طويلة، مثل: الفتى الشرير، الغربة، ناس وناس، المصيدة، كما وقفت إلى جوار الزعيم عادل إمام في أعمال أيقونية مثل الزعيم وبودي جارد.
شهادة على مأساة ليلة ذكرى
ارتبط اسم كوثر رمزي بواحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الوسط الفني، وهي قضية مقتل الفنانة التونسية ذكرى عام 2003. فقد جمعتها بها صداقة قوية، وكانت ذكرى تناديها دومًا بـ"ماما كوثر".
ليلة الحادث
في تلك الليلة المشؤومة، زارت كوثر منزل ذكرى بحي الزمالك، لكن زوج الأخيرة رجل الأعمال أيمن السويدي طردها من الشقة بطريقة مهينة، حتى أنه ألقى حذاءها على السلم.
وبعد لحظات قليلة وقعت الجريمة المأساوية التي راح ضحيتها ذكرى ومدير أعمالها وزوجته.
شاهدة رئيسية
أصبحت كوثر رمزي بعد ذلك الشاهدة الأبرز في القضية، واستضافتها وسائل الإعلام لتروي تفاصيل ما عاشته، الأمر الذي رسخ اسمها ليس فقط كفنانة، بل أيضًا كجزء من شهادة تاريخية في حادثة هزت الوسط الفني.
التكريمات
خلال مسيرتها، حصلت على تقدير من شخصيات بارزة، بينها الرئيس الراحل أنور السادات الذي منحها شهادة تقدير لعطائها الفني.
المرض والوفاة
أُصيبت كوثر في سنواتها الأخيرة بجلطة تسببت في شلل بساقها ويدها اليمنى، وظلت تعاني حتى رحلت في الثاني من سبتمبر عام 2018 عن عمر ناهز 87 عامًا إثر هبوط حاد في الدورة الدموية.